حويل بن علي العصيمي وعلي بن خالد
العصيمي
مما روى لنا محمد بن حويل بن علي العصيمي من قبيلة
عتيبة السوالف والقصائد التالية لوالده حويل بن
علي نوردها بلهجته العتيبية·
هذا الوالد· طال عمرك، والدي، له قصيد، واغلب
قصيده في الجيش· عاش على وقت الجاهليه
ما امكن على وقتنا هذا· ايه، حداهم الزمان
وْذَهْبَت البل وْذِبَحها السلاق - مرض يصيب
البل يسمونه السلاق - ولا بِقى مِعُه الا سبعٍ
من الجيش، ركايب، ظعاين، ومعاهم قَشَّ ثِقيل
ومعاهم بيتٍ كبير وْوَضَّعوه في شقرا هذي، عند
صِحِيبٍ له من اهل شقرا وحَدَر يبي يربّع
بنياقه، الربيع هكالحين بالصمان· وجا بين
بنبان وبويب هذا وبنى له بيت، البيت اللي معه
اللي هو بانيه مَقْطوعه، يسمونها مقطوعه، يعني
بس ذراً يسكّنهم لانهم مِضِعْفين وذاهبٍ
حلالهم وموضّعين بيتهم الكبير وغالي قَشّهم·
جاه من جاه وقال مبارك بن كِميخ والقضاع من
الجماعه صابهم الجدري في الرياض، وليا هم
جماعةٍ له من ربعنا حِنّا· راح وجابهم وحطّهم
عنده في البيت· هكالحين كان بويب هذا زور صالح
اللي مع ايمنه فيه صيد، ظبا· ويلقون صيد، يروح
صِبْح ويحصّل لهم، يذبح لهم ظبي، غزال· ايه
يجيب الهم· ويعالجهم، يديونهم· واحدٍ منهم
توفى، ومبارك سِلِم وهالحين شايبٍ ماجود له
خمس وتسعين سنه· يوم جا ليلةٍ من الليال،
الركايب ضْعاف والبيت صغير والزمان واطيهم وفي
الشتا وربعه عنده مْجَدَّر وهو، يعني والدي،
مْقَلّطٍ دلاله على النار ويصب ويتقهوى وانا
لحقت عليه ما ينام من الليل الا الربع· قال:
لْيا الرجال اللي يوم جا وجلس مرتكيٍ له على
مِشْعاب وعليه بِشْتٍ مْرَقّعِه بِرْقَعٍ
حِمِر، لِبايد، بْشيتٍ وْشيقِرْ يقولون مرقّعه
بْلبايدٍ حِمِر، ويرتكي على المشعاب والنار
مجذوي
والدلال عليها· المجدور مبارك بن كميخ -
القضاع توفى - مبارك بن كميخ طيّب ويشوف الجني
يوم قعد· قال اللي جلس على الرماده، اللي هو
من الجن:
سمعت نِجْرِك دِنّ وانته تْغَنّي
وجيتك على حِسّ الغنا والدنينِ
والليل ظلما والذيابه حَدَنّي
وسمعت نجرٍ يقعد النايمين
استقعد أبوي وهو مرتكي على النجر حاطّه تحت
كوعه قال:
ابوي لو يَمْحَنْك ما مِمْتِحِنّي
لو ان عندك من يِجِرّ الونين
وما يجتمع في المجلس انسي وجني
لكن انت قم عن مجلسي ياللعيني
نِفَضْ بِشْتِه الجني وقال: أعرا منك وابرا،
وسرى حدر ظلام الليل·
ومما قال الوالد رحمة الله عليه وعلى أموات
المسلمين عموم يْسَنّد علي أنا هكالحين وريع
صغير يقول:
يامحمد اركب فوق شيب المحاقيب
واحذر عيونك لا يجيها الرقادِ
وليا تعلّيتوا على فِطّرٍ شيب
شِدّوا طويل ارسانهن بالاياد
واستقربوا فرسانهم بالكلاليب
لْيا روّحن تسمع صريخ الشداد
شعل العيون مكّسرات المصاليب
فج النحور مْفَتّلات العضاد
ترى خوالك دونهم يقنب الذيب
ومن دون عِمّانك طْوال الرياد
وليا لفيت ونشّدوك المعازيب
ونشدك عنّي كل قرمٍ عْماد
قل له تراني بين بنبان وبويب
مبناي خِدْرٍ كِبِر ريش الجراد
عقب البيوت اللي تْبَنّى على الطيب
اللي تشيّد في علاوى الحماد
مدهال اهل ركبٍ هْجافٍ مجاويد
ليا جوا حاديهم من البعد حادي
ليا جوا يحثّون النضا بالعراقيب
لهم مع الدوّ الفياح اجتلاد
اول قْراهم كلمتين بترحيب
وثاني قراهم شِبّ نارٍ وقاد
وثالث قراهم صِبّ هدفٍ محاديب
كنّه يطيّب هيلها بالزباد
ورابع قراهم هات كبش الجلاليب
رابع قراهم حايلٍ جت تقاد
قدرٍ لنزهين الشوارب هل الطيب
وسلمٍ لنا في كل وقتٍ وكاد
يالله ياللي تعلم السر والغيب
يارب ياحلاّل ما كان كاد
تفرج لمن قلبه على كالمشاهيب
وحاديه من ضيم الليال حوادي
يامحمد اركب فوق شيبٍ مراديم
حرايرٍ صلفات من سر ظبيان
شعل العيون مبرمات الاناسيم
ما فوقهن غير الجواعد والارسان
وان روحن مثل الذياب المضاريم
ذيبٍ حداه الليل والوقت جيعان
وان ناشه العرقوب والا الاباهيم
مثل النعام ان رفّع اطراف جنحان
تلفي على اللي في الملاقى صواريم
قوم ليا ركبوا على الخيل فرسان
مراشده دون البكار المجاهيم
لْيا جا نهارٍ شابكٍ فيه دخّان
يقسّمون متيّه الطرش تقسيم
يِخْلون مرحانٍ ويغنون مرحان
تلفي خوالي ذابحين المراديم
مْقَلّطَة لضيوفها شطوط حيران
ذبّاحة الشتوي ليال الاكاهيم
ليا كلّحت بانيابها غبر الازمان
ويقول من عرض قصيده والقصيده طويله لكن آخذ
انا والله منه مقتطفات ما هيب طوال· وهو يقول
هالقصيد تسلاة بال ويْنَجَّبْها لخواله
المراشده ويشتكي الزمان اللي واطيهم، يقول:
ياراكبٍ من عندنا فوق حايل
كن الشراره في مِقادم عيونها
تكسر عْصِيّ الكور من قوّ باسها
لكن بحبال الرسن يقهرونها
تنصى هل الناموس كسّابة الثنا
اللي تكرّم ضيفها في صحونها
وان ركّبت غبر السنين السحايب
عيد الركاب اللي تقارع شنونها
ما يذبحون الا بنات العشاير
والا الفِطير اللي كْبارٍ مْتونها
مراشده وِلْهم على الخيل عاده
بْعِلْط الرماح اللي وساعٍ طْعونها
وانا ليا سولَفْت اكرّر مثايلي
واهل المعانى الطيّبة يفهمونها
والا دنافيس العرب ما تِهِمّني
ما عندي الا حربةٍ في عيونها
هذا طال عمرك ابوي وخاله مرزوق بن عبدالله
الهرجف من المراشده من الروقه راحوا للكويت
ومن الكويت راحوا للعراق وحصّلوا لهم بعارينٍ
يوم الجوع وباعوها، وطاهم الزمان باعوها
واكلوا فلوسها· ارجعوا جوا الحسا ويتخاوون
اثنينهم هم وجماعة ثانين من عتيبه يجون لهم
سبعه - هالقصه هذي عن النخوه وعن شيم العرب
بالخوه - تخاووا هم وايّا هالجماعه مع الطريق
مِقِبْلين، خْوياهم السبعه فيهم واحد اسمه
عبدالله بن حوّاف، رجلٍ ما عليه، يوم جوك مع
الطريق لْيا هم ماشينٍ ممشى طويل وكل هالمده
قصى وجوع وخرايمٍ شهب ولا معهم ركايب،
وهكالوقت ما فيه زفلت ولا سيارات هكالدور
القديم كليف وفيه شِطّه· وجوك رِجْلِيّه· ابوي
معه خاله الهرجف المرشدي من الروقه وخوياهم
السبعه كذلك عتبان بس من برقا عبدالله بن
حوّاف وشبيب العمى من السبعه البرقاويه· يوم
مشوا من الحسا وأخذوا لهم مشوار وجوا النعَله
- والنعَله هذي كانت فيها ذياب وسباع هكالحين
تاكل الرجال يوم المقاطع قبل - انقطع عليهم
شبيب العمى· قالوا: يارجل امش· قال: والله
يارجال اني تفضت رجليني ولا عاد اقدر اخاويكم،
انقطعت· امش، امش·· قال: لله، ما اقدر، ابوي
وخاله يلتفتون لجماعته وقالوا لهم: وش رايكم
في خويّكم؟ عَوّد عليه عبدالله بن حوّاف ابن
عمٍ له معه مِطْرق خيزرانه وْيَخَبْطه· قال:
لا تقعد تاكلك الذيابه، امش· قال يارجّال لا
تْخَبِطْني، لا تَضْرِبْني بالعصا، انا لو
وراي مشيٍ مشيت معكم لكن انا هالحين وقفت،
انقطعت· التفت واحدٍ في واحد، جماعته، قالوا:
روّحنا يالله خَلّوه بْكيفه· قال ابوي:
تاتخلون ابن عمكم؟ قالوا: نبي نخلّيه وش نسوي
به! قال: ياخالي والله ما حِنّاب مْخَلّينه،
كان ربعه يبون يْخَلّونه انا وايّاك ما حناب
مْخَلَّينه نبا بِمّا نموت حِنّا وايّاه جميع
والا نْعَتَق جميع، هالحين حِنّا وايّاه
لَزْمَتْنا الخوه والرجّال بوجيهنا· يوم بني
عمّه خَلّوه قاموا ابوي وخاله يشيلونه· المزهب
اللي معهم تميرةٍ شارينها من الكويت· خالي -
يقوله ابوي لخاله - انت شل البندق والمزهب
وانا اشيل الرجّال· والله ويتعاقبونه· مَرّةٍ
يشيله هذا ومَرّةٍ يشيله هذا· ويتقرّبون··
ويتقرّبون··· يوم جوا بادنى الدهنا هذي· وصلوا
هْنَيّا حول سعد هذا ويرزقهم الله ببعير هامل
ويِرْكبونه عليه حتى جابوه وسلّموه امّه· عاد
ابوي قايلٍ هالقصيده والله ما اعرفها لانّا ما
كنّا نهتم بالتراث ياطويل العمر ولا يهونون
السامعين وضاعت القصيده لكن يقول منها:
خَويّنا ما نتركه للذيابه
يوم ان بعض الناس كب ابن عمه
لا بد من هرج العدا والقرابه
والا اكسب اجر وكاسبٍ فرحة امه
شلته وخالي شال عنّي زهابه
وخالي هو اللي يرجح العلم يمه
وهذا الله يْسَلَّمْك ولا يهونون السامعين جدي
علي بن خالد بالزمان الاول وقت الجاهليه،
البنات هكالحين يْحَبَّن، وفيه بنتٍ من
الجماعه اسمه سلمى يقولون ليا وْقِفَتْ وِطَت
على قَرْنَها من طول ذوايبها· هم هكالزمان
واطيهم الوقت، في قِصا وحْيافه، يَقْفون البل·
جا جدي على له ركايب حايفٍ حرب الزبيره واخذ
له من المراح ذلولين، ركايب· يوم وصل اهله وهو
تلفان من التعب والجوع والظما والشمس ولفح
السموم والعزاير اللي شافها، يوم وصل جماعته
ليا رْبيعٍ جالسين حدر رواق البيت ويتناشدون
بيناتهم: انت ما عيّنت سلمى؟ لا والله ما
عيّنتها الا انت ما عيّنتها؟ لا والله ما
عيّنتها· عاد قال جدي:
ياهْنَيّ سلمى ما بِدت في الجديره
ولا حامت الكلب العقور بعصاها
ولا طالعت في العصر طِرّاف ذيره
ولا وحوحت في البرد يبسن شْفاها
ولا حافت المرحان يَمّ الزبيره
ما جات مِرْحان العرب وش وراها
ولا غثربت عِدٍّ خبيثٍ حفيره
ما حوّلت في البير تَلْطِم ظِماها
وانا على اللي عينها مستذيره
عِمِْليّةٍ قطع الفيافي مْناها
عِمْلِيَّةٍ تَكْسِر شْداد النجيره
تَكْسِر مصاليب الشداد بْعياها
تضرب بنا شيب النضا كل ديره
ومن كثر ما نمشي نرقّع حفاها
يعتقد أهالي نجد أن الجن باستطاعتهم
التخفي والتستر عن بني الإنسان ولكن الجني
إذا تقمص جسد حيوان ورآه الذئب في تلك
الحال لا يستطيع الجني أن يعود إلى أصله
فيأكله الذئب· يقول ابن لعبون:
في صَحْصَحٍ كِنّه قِفا الترس مقلوب
فرحٍ به الجني على فِقْده الذيب
يغيرون وينهبون طرش الأعداء من الفلاة
ويتقاسمونه بينهم وتصبح مرح الأقارب
والأصحاب من القبيلة ملأى من الإبل التي
غنموها، أما مرح الأعداء الذين أغاروا
عليهم ونهبوا إبلهم فتصبح خالية.