قصيدة لم تنشر لحميدان الشويعر
حميدان الشويعر من أشهر شعراء نجد عاش في النصف
الثاني من القرن الحادي عشر والنصف الأول من القرن
الثاني عشر الهجري. جمع في شعره بين الجد والهزل
فأبياته أحياناً مطبوعة بطابع الحكمة والجد
وأحياناً بطابع السخرية والفكاهة. كما أن الكثير
من شعره يتسم بالجزالة والقوة والحماس والإثارة.
كانت تربطه مع عثمان بن نحيط صداقة قوية عبر عنها
حميدان في بعض قصائده. وابن نحيط هذا هو أمير
الحصون، إحدى مدن سدير وكان حميدان كثيراً ما يهدي
النصح والمشورة إلى ابن نحيط كما في قوله من قصيدة
طويلة:
يابن نحيط افهم جواب مهذّب
جا من صديقٍ واضحٍ عنوانها
من اباك القديم وقال لك
باصلح انا وايّاك من صدقانها
تراه عابي لك قليبٍ مهلك
حذراك لا يرميك في كيحانها
عد وجدك من قديمٍ دارس
مِتْجَرّعٍ بغضاك طول ازمانها
لو ناش دق الصيد منك حبايله
ما ذارها مستاردٍ لسمانها
ويتضح في هذه القصيدة أن حميدان يحذر ابن مانع من
احد الأقران إلا إننا لا نعلم من المقصود بذلك
لأنه لم يصرح باسمه. غير أن حميدان يقول في قصيدة
أخرى:
ياضبيب الصفا ما تجي الا قِفا
ما تجي الا مع النخش والخنجره
مثل راعي جلاجل مع ابن نحيط
ادركه من زمانٍ وهو يسحره
يسحره مثل ضَبٍّ هوى صِلَّتِه
والملا لو تجي الجحر ما تقدره
قال ياضب هذا جرادٍ ضفى
والسبايا تقالٍ تبي جَرْجِره
فاظهره للفضا من كنين الذرا ثم جّود عنه ساكف
المجحره
ثم قال احملوا ياعياله عليه
واحدٍ بَلَّمِه وآخرٍ عَقَّرِه
ما يرد الحذر عن سهوم القدر
والشويعر حميدان يا ما انذره
لذلك يبدو أن حميدان في القصيدة الأولى يحذر ابن
مانع من راعي جلاجل المذكور في القصيدة الثانية
لأن الشطر الثاني من البيت الأخير يؤكد على أن
حميدان كان قد أنذر ابن مانع وحذره من راعي جلاجل
مرات عديدة. وراعي جلاجل هو ابن عامر من الدواسر
احتال على ابن نحيط وأغرى به أولاده مانع وسعود
الذين انصاعوا لخدعة ابن عامر وقتلوا أباهم كما
ذكر حميدان في الأبيات السابقة وذلك عام 1111.
وهذا مما يوضح علاقة حميدان بابن مانع كما يوضح
أيضاً الدور السياسي الذي لعبه شعر حميدان في ذلك
الوقت.
ومن القصائد التي قالها حميدان في مدح ابن نحيط
والتي لا نعلم أنها نشرت من قبل هذه القصيدة:
بان المشيب ولاح في عرضائي
ونعيت من بعد المشيب صبائي
ونعيت خل كان في ماض مضى
لاحت عليه بوارح الجوزاء
ومرة جهالتها علي كبيره
تحسبني اخرج من نقا الدهناء
تقول حط وقط والا فارق
مالي بشوف الشيبة الشمطاء
قلت أيها الشوق الذي من قبل ذا
ما هوب شره يوم عصر صبائي
واليوم خالفت الطبوع وكثرني
منك الكلام وزادت البغضاء
هوذا طمع بي فهاك دراهم
وان كان بغض ما لقيت دواء
البغض نفس ما تطيب على الرضا
وحش جفول فاتن لفرقائي
ذي عادة حب المحب وعاده
ما قط رافق صاحب البغضاء
وان كان تبغين قط همات الصبا
تراي عنها قد طويت ارشائي
وان كان هو بغض وصيدك طامح
فخذي ثلاث واضربي البيداء
قلت دنانيري وعدت بهمه
جذت حبالي عن ورود الماء
العام أنا لي كدة ما شومه
هبت عليها الجانح اليمناء
اسلفت بها يومين ثم جذت
عنها العصير الى انها بيضاء
وادلجت راسي مرتين توجد
وصفقت بالوسطى على الطرفاء
وركبت من عال النشيد بكاعب
غرا تشادي السابق الخضراء
حيرانة الدملوج غامضة الحشا
ما مسها خبث ولا سقواء
مصرية الأطراف ناعمة الصبا
قامت بردف كنها عجزاء
هركولة ياما اتلفت من جاهل
حقت على ديرانها الانواء
سكنت قصور الوشم شرقي النقا
ما لاوذت من بارح الجوزاء
يممتها ابن نحيط كساب الثنا
ورث الشيوخ من أول الدنياء
ولد الحديثي والذي من لابة
ترثة تميم وفرعها العلياء
يابن نحيط الله لي من عيله
خليتهم في الوشم في رجواء
يرجونني وانا ارتجي من خير
والفضل من ندواك في يمنائي
وصلوا على خير البرايا محمد
ماناض برق بليلة ظلمائي