دغيم الظلماوي
دغيم الظلماوي من الشلقان من الزميل من سنجاره من
شمر عاش في فترة حكم المرحوم محمد العبدالله
الرشيد ومن أشهر قصائده القصيدة التي مطلعها:
ياكليب شب النار ياكليب شبه
عليك شبه والحطب لك يجابِ
وقد نشرت هذه القصيدة في ص 96 من الأزهار النادية
من أشعار البادية الذي جمعه محمد سعيد كمال ونشرته
مكتبة المعارف بالطائف كما نشر القصيدة مطلق محمد
البادي البراق العتيبي في ديوانه الأنوار الهادية
من أشعار البادية الطبعة الرابعة ص 98· ونشر
القصيدة مصحوبة بشرح وترجمة إنجليزية الواس موزيل
Alois Musil
في ص 467 من كتابه عن الرولة وعنوانه
Manners and Customs
of the Rwalah Bedouin·
ونشرت ترجمة إنجليزية للقصيدة في ص 35 من كتاب حرب
الصحراء War
in the Desert
الذي ألفه جلوب باشا
Sir., John Bagot
Glubb·
ونشرت ترجمة إنجليزية أخرى للقصيدة نشرها كلنتون
بيلي في مقالة له بعنوان
Narrative Context
of the Bedouin Qasidah Poem
التي ظهرت في ص 70 من المجلد الثالث من مجلة
دراسات مركز البحوث الفولكلورية في إسرائيل·
وهذا يعكس مدى رواج القصيدة وانتشارها الواسع
والقصيدة جزلة وجيدة السبك يفتخر فيها دغيّم بأنه
شخص يكرم الضيوف ويرحب بهم وكان عنده خادم اسمه
كليب مهمته الوحيدة هي إعداد القهوة وتقديمها
للضيوف· ونحن لن ننشر القصيدة هنا لأنها منشورة في
المصادر التي أشرنا إليها سلفا ولكن نحب أن نشير
إلى أن هذه القصيدة أثارت حفيظة محمد العبدالله
الرشيد فأوحى إلى بعض شعرائه أن يردوا عليه فرد
عليه علي القبالي بقصيدته التي مطلعها:
ياعلي شب النار ياعلي شبه
ليا مال فَيّ مشمرخات الهضاب
وهذه القصيدة نشرت في ص 99 من ديوان ابن بادي وفي
ص 97 من الجزء الثالث من الأزهار النادية· بل يقال
أن ابن رشيد بعث مناديباً إلى الظلماوي وطلب منهم
أن ينزلوا به في منتصف الليل ليختبر مدى كرمه فإن
كان كرمه على ما ذكر في قصيدته فلا بد أن تكون
ناره مشتعلة في ذلك الوقت والقهوة جاهزة· وفعلاً
وجد المناديب أن كليبا خادم الظلماوي كان على أهبة
الاستعداد حينما حلوا ضيوفاً عليه بعد منتصف
الليل· وحينما علم دغيّم الظلماوي أن ابن رشيد كان
مستاء من قصيدته في كليب ذهب للسلام عليه في حايل
وألقى بين يديه هذه القصيدة يعتذر فيها عن القصيدة
السابقة·
مِدّه رَهَن لولاك ما قِلْت ياكليب
ولا قلت شِبّ النار صِرْ موقدٍ لَه
يالمسك يالناريز ياعنصر الطيب
ياعنبرٍ من داومِه ما يِمِلِّه
يابو اليتامى والعرج والمحاديب
وابوٍ لمن صار العصا ثالثٍ له
ليا جا يْتَعَكّز فوق عدل المذاريب
من صَكِّتِه دنياه صرت والدٍ له
تملى محاليبٍ وتكفى محاليب
وكبدٍ تْيَبِّسْها وكبدٍ تِبِلّه
من كل صوبٍ ينحرونك مراكيب
ما هو غلا يالضيغمي مير ذَلِّه
المرجله بيرٍ طويل المِجاذيب
تِسْعين بوعٍ طولَها كان قَلّه
حِزْتَه وْنِشْتَه يانْحاز الاجانيب
حِشْت المراجل كل دِقّه وْجِلّه
بَرِّق بنفسك ياقليل العذاريب
لو تِسْتِحي ما تَجْمَع الطيب كِلّه
وأثناء إلقاء القصيدة دخل إلى المجلس عبد العزيز
المتعب الرشيد فألحق دغيّم هذين البيتين في
القصيدة:
وعبد العزيز ان راس حصن الاطاليب ان
تَلّت المسمار بالقاز تَلّه
ما كِنّه الا من زْمول المزيريب
ان جا نهارٍ غاشٍ الزمل ظِلّه
وفي إحدى المرات وفد دغيّم الظلماوي على محمد
العبدالله الرشيد في أيام العيد فوزع خدم الأمير
كسوة العيد على الوفود عدا دغيم فإنه لم يحصل على
كسوة وكان من الشيمة وعزة النفس بحيث لم يطالب
بالكسوة· ولما ذهب للسلام على ابن رشيد في يوم
العيد لاحظ ابن رشيد أن جميع من حضر للسلام كان
مكتسياً بكساء جديد عدا دغيّم الظلماوي فسأله عن
السبب فأجاب دغيم بهذه القصيدة:
الله من الماهود قِسّم ضحى العيد
كَمْخات شامٍ تقل نوّار وادي
من كيس معطي ليّنات المِقاويد
ادنى عطايا طير شلوى جواد
قِسّم وانا عنهم تِقِل من ورا الحيد
تِقَنْطَرَتْ بي يوم نادى المنادي
ياطير شلوى مِقْتِفِينا حواصيد
لا خير في عمرٍ وراه الحصادي
ان عاش راسك كل يومٍ لنا عيد
الله خلق كَفِّك لمالك نِفاد
يامْعَزّل الصابور ياعين عِرْبيد
ياكوكبٍ وان كَبِّه الوِرْد زاد
ما لك حَلِيٍّ كود عنتر وابا زيد
وابن الوليد وحاتمٍ والمهادي
أي مد يدك لأراهنك وأقسم لك أنه لولا ما
عمني من كرمك وعطائك لما كانت لي القدرة
على إكرام الضيوف فأنت منحتني من الهبات
ما أغناني ووفر لي إمكانات الكرم.
كان قله: كان قلت، والتاء الأخيرة في لغة
شمر عادة تنقلب إلى ياء أو هاء.