أبو رْشيد
هذا الشاعر مجهول لا نعرف عنه إلا أنه يلقب (بابو
رشيد)· ويبدو من قصيدته أنه من أهل العارض إلا أن
الظروف اضطرته إلى الابتعاد عن موطنه الأصلى
والالتحاق بالخدمة العسكرية عند محمد ابن رشيد كما
يذكر في البيت العاشر· وهو في هذه القصيدة يعبر عن
حنينه إلى أهله ووطنه ويرمز إلى ذلك بطيف الحبيبة
الذي يزوره في المنام· وزيارة الطيف في المنام من
المواضيع التي طرقها شعراء العرب منذ العصر
الجاهلي حتى الوقت الحاضر·
عدّيت بالمرقاب يوم اني اضحيت
وهاضت على القلب المشقّى فنونه
وانا بقصر جْوَيّ ما شفت ولا ريت الا
بحلم الليل داعج عيونه
يامرحبا باللي لِفا ما تحرّيت
وصْله، بْضِلْع طْويق كِدْ حيل دونه
يامرحباً به عِدّ ما زاروا البيت
أو عِدّ ما يومى الهوى في غصونه
عََلَيّ نذرٍ كان انا به تِمَخْليت
لاطوي على كَفّي ملاوي قرونه
(مير) ياراكبٍ من فوق ما ينتب البيت
لولا الرسن به كان ما يقهرونه
فوقه نديبي فاهمٍ يوم وصّيت
بالنوم ما والله تَهَنّا عْيونه
سلّم على كل الجماعه الى الفيت
اللي الى جا طارشٍ يفرحونه
وان سايلوا عني فانا اليوم سَجّيت
مع ربعةٍ جمع العدا يكسرونه
لولا محمد في جنابه تلاجيت
اللي مشاكيل العرب ينحرونه
ياصخيّف الاقدام ياليت ياليت
تجلب بسوق الموت وانا زبونه
كد حيل دونه: قد حيل من دونه.
حينما ينتقل الشاعر فجأة من موضوع إلى آخر
فان الراوي يستعمل كلمة (مير) لينبه
المستمع إلى ذلك، وهي ليست ضمن كلمات
البيت.
مشاكيل العرب: الأشخاص البارزون وذووا
المكانة المرموقة.
كثيراً ما يستحوذ قدم الحبيبة على خيال
الشعراء فيصفونه بصغر الحجم والطراوة لأن
في ذلك دليل على أن الحبيبة مترفة ومنعمة.
أي أن الشاعر مستعد لبذل النفس والنفيس في
سبيل المحبوبة وأمام ناظريها.