فرسان بني رشيد
أشعارهم وأخبارهم (4)
ومن فرسان بني رشيد بداي بن حمد من شيوخ القلادان
الذي أشار إليه ابن هديرس في قصيدة له يستنهض بها
خويّه زيد لاسترداد حقه المسلوب لأن جماعة زيد
أغاروا على ابن هديرس بالعوشزية من قرى حائل
ونهبوا غنماً له فقال يحرضه علي غضبان الذي نهب
الغنم:
يازيد زلّ الحول وانا اترجّاك
كبرت قراقير الغنم خاب راجيك
يازيد انا صلّيت دلوي بمدلاك
ودلو اللزم ما يظهرنّه مداليك
تقصر عن الفنجال يازيد يمناك
لا صار ما ادّيت الحسب من بناخيك
يازيد من روس المواعز جذبناك
نبي لياجا طاري البدو نطريك
لو هي مع الاقصين ما عاد لمناك
مير البلا اخّاذه قصيرك بْناخيك
ان كان ما دمّيت سيفك بيمناك
من راس غضبان فلا ادّيت عانيك
البيض تنصا غاديٍ وانت تنصاك
السو عقبته لتالي ذراريك
عند الوجيه تْعَرَّض النفس الادراك
افطن لبدّايٍ وابا الروس يفتيك
ولا بأس من الاستطراد هنا لإيراد قصة أبي الروس
حيث أنها تدخل في هذا الباب· عيد أبي الروس هذا من
قبيلة عنزة وله قصير معه غنم فجاء شخص اسمه القحص
من جماعة أبي الروس وأخذ ذبيحة من القصير عنوة
فقال القصير مهدداً: ليكن معلوماً لديك أنني قصير
أبو الروس· فما كان من القحص إلا أن صفعه على وجهه
صفعة قوية وترك الشاة· فقال القصير يستنجد بعيد
أبي الروس:
القحص من سم الافاعي سقاني
واسقان من حب الحريشا مقاصيد
ومنت انا أحسب الوجيه تحماني
والا الرفاقه تدرى الانقاد ياعيد
ياعيد خبّرته بكم يوم جاني
ياطخّة طخّن على الوجه ياعيد
اقطع يده ياشوق صافي الثماني
والا اذبحه كان انت تدري المناقيد
فما كان من أبي الروس إلا أن قطع يد القحص جزاء
وفاقاً له على خفر جواره وقال: لو أن جاري بدأ
بقوله اذبحه لذبحتك·
ومن فرسان بني رشيد معتق بن خزيّم شيخ الوهادين
وهو الذي يقول:
نرعى "امّره" و "طلوح" و "ام سنون"
واللي يحارينا ضعيف
لعيون وضحاً نابي النسنوس
نرعى بها الوادي المخيف
ومنهم صعرور من أمراء الزبون وهو الذي نخاه شخص من
قبيلة حرب لاسترداد ناقته التي نهبها أحد بني رشيد
في قصيدة منها قوله:
وابكرتي حمرا من الذود معْفاه
غادٍ عليها النيّ مثل الزباري
راحت لابو فيحان فيده بيمناه
ما قال في سدي مقابيس ناري
صعرور ياشوق الهنوف المغذّاه
حرٍّ ولد حرٍّ وذكره شعار
حلحيل لى ابدى حجةٍ من شفاياه
يبتع كما سيفٍ بناره شرار
ومن أمراء بني رشيد درويش بن هون شيخ الهونة من
الذيبه الذين يقطنون شمال المدينة غرباً من خيبر·
وكان هناك شخص يدعى مشحن العازمي مجاوراً لبني
رشيد الذين يقطنون العلم والشعبة ووادي القهد وكان
له معشوقة من جماعة درويش بن هون فأرسل هذه
القصيدة إلى الشيخ درويش:
ياراكبٍ حمرا تحاسَك وباره
حمرا ولا تلحق وبرها المناقيش
تلفي لبيتٍ كل ما شبّ ناره
حظّايها تلقاه ابن هون درويش
مزموم ملموم تقل حَدّ قاره
مع ايمنه تلقى قطاب وخداريش
في ربعته تلقى النشاما خشاره
قاموا وتلقى زادهم تقل ما نيش
أبغاه يسعى لي بناقض جماره
مذهب ومذهبني مغذّى العكاريش
اللي مضى ما كادني بعد داره
واليوم يبغى له زهاب ومطاريش
وقيل أن الشيخ درويش - رحمه الله -أرسل له ذلولاً
مجهزة بشدادها وجميع لوازمها وقال إن أردت جاهي
ووجاهتي فأنا مستعد ولو صرحت لي باسمها لذهبت
أخطبها لك بنفسي·
وهذه قصيدة قالها بادي بن حمد الرشيدي يمدح بها
شيوخ بني رشيد من البراك:
ياراكب من عندنا بنت ريمان
ومحنّكة عصما تقول محنيّة
الميركه مرصوفةٍ حوز الامتان
ولا له شِدِيّ غير عبد الظبيّة
تنحر ربوعٍ من ورا خشم "كبشان"
ركّابها ياطا سمار "عْبِلِيّه"
يتلون حرّ واق في راس معيان
عزوم لو ان الديار محميه
الله يزوّد له من العز جنحان
يصفق بهن في كل دار خليه
ناهس زبون اللي على العمر شفقان
يوم ان ولد اللاش يبسن شْفِيّه
الروض سال وسيّلن كل الأوطان
وتباشروا ياربوعنا يا الدنيّه
تصفّق الفرقان والحر عجلان
وياما خبط بين "العلم" أو "ضريه"
تحضّن الوادي على العشب ريّان
هتّان من ربي جزيل العطيه
انصاه أنا في ماقعه حيث ما كان
محبّةٍ مادرت فيها عطيه
عيد لوجه الله وقصد بالايمان
ومسيار فوق الدله الشاذليه
الله يعز شيوخنا عَقِب رشدان
الله يعز شيوخنا المقدميه
ليا عطوا يعطون زينات الاقران
يبون وجه الخير ما هي خفيه
الخمسة اللي كان سو العدوبان
يجون بنحور العدو ضيغميه
غلاّب بن جاسم ليابان مابان
هَنيّ من هو فزعته واهنيّه
ودليم ركّاب الرمك وافي الافنان
وليا ولي قطيان بنت العبيه
دليم هنديّ على كف الايمان
مصقّلٍ ماناش ندّر نْحِيّه
لي شافوا البيرق وجيش العدوبان
نجمٍ على راس المعادي قضيه
ان خرّتت من بينهم تقل شيهان
وان ريّعت تاتي رواج حميه
عريانة السيقان وافية الابدان
يركب عليها نور جمع السريه
يضرب بحد السيف من بين الامتان
وعند القفا تاتي جواده رخيه