فرسان بني رشيد
أشعارهم وأخبارهم (3)
في إحدى زياراتي لمنطقة حائل التقيت بالشاعر
والراوية معلّث بن مصلح بن مزيد المقوعي وذلك في
منزل ابنه نايف بمدينة حائل في 17/10/1404هـ·
وأفادني بأن حمولة المقوعي يعودون إلى الرويضات
وقد أخذت عنه الأخبار والأشعار التالية التي تتعلق
بأسلافه من حمولة المقوعي·
كان عويض بن سالم المقوعي وأخوه عويضة يشنان
غاراتهم على قبيلة عنزة ونذر العنوز على عويض سبع
فِطَر إن ظفروا به يتحرونها وينحرونه ليختلط دمه
بدمها، وفعلاً تم ذلك· ومن قصائد عويض:
مدّن من "البيضا" حلول الصلاةِ
يبن عنوزٍ نازلينٍ با "لامرار"
إذّانة المذّن وهن ماشيات
باكوارهن ركبوا صليبين الأشوار
اسداس بالنيبان ومرمّلاتِ
وقت الخضار الْهن عن الزمل قهّار
اللي عليهن ما يبون الحياةِ
لا طالعوا وضحٍ جنبهن على مهار
وضح بدار الحرب ومربّعات
لاشك هجّوا يوم تالي الدبش نار
ان كان شالقهن عطيب الرماة
طشّوه بالميدان يوم الدخن ثار
واقفوا عليهن عاشقين البنات
مع سهلةٍ زيزا بها عّج وغبار
رشايده وقلوبهم صاملات
متعلّمينٍ حشمة الضيف والجار
وان صدّرن من عقلةٍ مقفيات
يفجن غّرات العدو سر وجهار
حنّا وهن تِرْمى علينا الجناة
لاشك مسقين العدو كاس الامرار
ان صاح صيّاح براس الفلاة
لحقوا وكلٍ في يده صنع بيطار
ان حولوا بنحور قوم عصاة
خلّوا جثاياهم على روس الأشجار
ياعد ماضرّبتهن "مقعيات"
واكثر مد اليهن من "الهضب" ويسار
ضويت وانا ميّسٍ من حياتي
واصبحت الادي بالمشاعيف واختار
وقال عبدالله الجهيني يصف غارة عويض عليهم بوادي
الغرس:
مدّن من "الحرّه" يبن المكاسيب
واللي عليهن مكثرين التمنّي
مع كل ريعٍ يدغفون المشاعيب
والعصر من عند "المربّع" عدنّي
عدى رقيبتهن بروس المراقيب
قال ابشروا بالبل وخلجٍ تحن
فاضوا على طرشٍ سواة اللعابيب
على طلوع الشمس يوم اصبحن
صاح الصياح وفرّعن الخراعيب
وثار الدخن بالكون منهم ومني
ذبحت حرٍّ من سلايل ضواريب
كله لعين الفاطر اللي تحن
وجتنا فروخ الهجن معهم جناديب
مع المقوعي شوق من فرّعن
وحوّل قفاهن مرذي الفطّر الشيب
وخلّي الطيور الحايمه يشبعن
واقفوا بوضحٍ يقبلن الدباديب
عقب العشا يوم النجوم ادبحن
وكان علوش بن عويض المقوعي لصّا فاتكاً مثل أبيه·
وفي إحدى غاراته نهب إبل فاعر الربيعة الخمشي من
عنزة وكانت تسمى "عَمْرَه" وسار فاعر في إثر علوش
حتى لحق به بالحويط وحيث أن الوقت ليل فقد قصد
فاعر إلى موقد النار في بيت علوش وشرع في إعداد
القهوة وصحا علّوش من نومه على صوت الهاون فألقى
فاعر هذه القصيدة بين يديه:
البارحه هبّت هبوب الشمالِ
برده يذرّف دمعة العين تذريف
وانا بحضن الترف زين الخيالِ
مكيّفٍ عند اريش العين تكييف
جانا المقوعي فوق حيلٍ سمان
أخذ نياقٍ مكرماتٍ مشاعيف
وفرّيت ما يجري لك اللي جرالي
آطا على صم الحصا والحجاريف
قالوا سرى بالليل ياهمّلال
مير انحرف مالك بروحك تصاريف
اقفى عليهن شوق زاهي الدلال
مع سهلةٍ تذرا عليها العواصيف
لحقتهن دون "الحويّط" لحالي
من دون عَمْره طرّف العمر تطريف
قعدت وسط البيت فوق الدلال
مستيسرٍ مالي بروحي تصاريف
طلبت من ريف الركاب الهزال
رحايلٍ للبيت من مكرم الضيف
قام وعطاني وزعةٍ من حلالي
عز الله انه توّجت لي على الكيف
ابي لياجيت المره والعيال
اشتالهم عن دجّة البدو بالصيف
وفي إحدى غزواته مرّ علوش على حي من جهينة وضاف
بيت شيخ الحي فاستقبلتهم ابنة الشيخ وأكرمتهم غاية
الإكرام وقامت بجميع واجبات الضيافة واخبرتهم أن
أباها ورجال الحي غزاة· وفي الصباح الباكر حينما
كان علوش ورفاقه يتأهبون لشد الرحال ومغادرة الحي
اعترضتهم ابنة الشيخ تطلب النجدة حيث أغار الأعداء
على الحي ونهبوا الإبل من الفلاة· فهب علوش ومن
معه لطلب الإبل وبعد معركة حامية استنقذوها
وأعادوها لأهلها· أما شيخ الحي ورجاله فإنهم أثناء
سيرهم لاحظوا آثار الغزو الذي أغار على حيهم
فقالوا الرأي أن نعود إلى حينا لاستنقاذ إبلنا·
وحينما عادوا وجدوا علّوش ورفاقه قد قاموا
بالواجب، كما وجدوا أن ذلول علوش أصيبت في
المعركة·
وفي صباح الغد حينما امتطى علوش الراحلة التي منحه
إياها شيخ الحي عوضاً عن راحلته المفقودة وهَمّ
بمواصلة المسير اعترضته ابنة شيخ الحي هذه المرة
لتقول:
يابوي قل لضيوفنا تاخذ ايّام
تفكّنا من شرّ قومٍ مْغيره
من عندنا مثل المقوعي ليا قام
علّوش نطّاح الوجيه الشريره
ياما ذبح من سابقٍ فوقه غلام
خلاّه بالميدان وسط الكسيره
الخيل عن وجهه مع الحزم خرّام
إلى أوحته نطّاح وجه المغيره