وقتل قاسم في معركة شريّفة التي وقعت بين قبيلة بني رشيد
بقيادة قاسم وبين قبيلة عنزة بقيادة فرحان الأيدا شيخ ولد علي·
وفي هذه المعركة وقع فرحان الأيدا أسيراً في يد فرسان بني رشيد
إلا أن ثامر بن سعيده الفارس والشاعر الذي ينتمي إلى فخذ
القلادان من قبيلة بني رشيد منّ عليه وأعتقه من الأسر كما يصف
ذلك شاعر بني رشيد عتقا بن داموك· ونلاحظ أن الشاعر في قصيدته
لا يذم فرحان الأيدا بل ينعته بأحسن الأوصاف والقصيدة طويلة
منها:
جانا معشى الضيف بالجمع زافات
واخوات بقشه منحزين الحريبِ
تشاوحونا تقل مقهور خلفات
وردّوا عليهم منغصين الشريبِ
بني رشيد من الظفر جوك ردّات
الكل يفدع مثل حرٍ قضيبِ
ولا حصّلوا منا صمايل وفلحات
الا طياح القش ما هو مثيبِ
ولا لي حسايف غير عودٍ لنا مات
وثاريه عنده مثل قرط الخشيبِ
حتى انت يافرحان براسك طرحناك
عقناك وانته فوق زين الهذيبِ
ابن سعيده عتّقك والله انجاك
عيّا عليك الله ودمّك مريبِ
ما يستوي للموت مثلك وشرواك
ياللي بلوذات المساعر تطيبِ
بالقول والا بديرتك ما وصلناك
تحط مع هبر العداوى عصيبِ
وأبناء قاسم خمسة هم سويد وفديغم وغلاب وماجد ودليم والأخير
آلت إليه الشيخة بعد مقتل أبيه، وهو لا يقل شهرة عن أبيه·
وحينما مرض دليم بن براك قال فيه حامد بن عجوين قصيدة منها:
يالله ياجيّاب صبحٍ باثر ليل
ياخالق الدنيا وعالم عددها
أنك تفك اللي عن العدل والميل
كم سربةٍ عنا يجي في نصدها
واشيخنا اللي وان ركب زينة الذيل
تفرح به اللي هرّبت عن ولدها
دليم لي سمعم حساسه هل الخيل
كل مع البيدا ترادي جهدها
حمراه ما تركض جهد دوب بالحيل
قفو المتلي بس تردع بيدها
ليا غدى ضوّ الدخن كنه الليل
ما يتّقي حوض المنايا يردها
وحينما توفي دليم رثاه حامد بن عجوين بقصيدة منها:
ياحافرين القبر في حدّ لابه
فجّوا عنه بنايفات الصلافيح
ياليت صافي الموت خلى شبابه
واخذ عنه بعض الشيوخ السراسيح
دليم وان صارت علينا حرابه
ياما نطحهم بالعيال الذوابيح
اميرنا كل القبايل تهابه
خازوق بعيون السباع المشاويح
خيّال وضحٍ يرتعن الدعابه
ان روّحن مثل المزون المدابيح
لي صك نابه والبويضا اعتزى به
عليه من بعض الأسدّه ملاميح
وليا قضب خطو الطريح وعدى به
يصبح على مجد الهن سافي الريح
وأبناء دليم خمسة هم عبدالله وعبدالمحسن وعلوش وناصر ومطني·
وقد آلت الشيخة إلى مطني بعد وفاة أبيه دليم وهو لايزال على
قيد الحياة ويسكن قرية النبوان·
ومن أشهر فرسان بني رشيد صنيتان بن شميلان الملقب "لوفان"
لكثرة مغازيه· وقال الشاعر عيد بن معدي يصف إحدى غزوات
لوفان البعيدة ويذكر أن أحد رفاق الغزو المدعو ابن رويضة
هلك حصانه فرمى (طش) بالمنجل (المناشير) الذي كان يستخدمه
لقطع الحشائش لحصانه·
الشيخ تل معسكرات المسامير
عقب ثمان عدود طيّر عسامه
وابن رويضه طش زين المناشير
أره بوادي العرج خلّى حصانه
وقال ابن سويرح يرثي صنيتان بعد مقتله:
ياطير بشّر نازل "الحسو" يرتاح
ينزل بقطعانه بروس المنادي
بشّر هل "الغثمه" وأهل "نفي" و "وضاخ"
ليا "فجّ" و "ام فجيج" و "ام المعادي"
لا والله الا توّ ماهجننا ارتاح
بريت خفافه عقب ماهي بياد
وكان صنيتان مرتبطاً بحلف مع مناكد بن معيتق من عنزة فلما
علم مناكد بمقتل صنيتان ندم ندماً شديداً ورثاه بقصيدة
منها:
قولة لحد ما ترد شيّ ليا فات
ولا ينفع المفلوج عوج الطلابه
لا واحليفي عندكم يالدغيرات
ياللي تطشون العشا للذيابه
لا واحليفي يوم تطرى الحلافات
اللي بجاله مايزعزع جنابه
ومن فرسان بني رشيد خضير بن رفادان وهو أخو خضران بن
رفادان شيخ النميّان أحد فرعي عشيرة المهيمزات (الفرع
الآخر هم الزعاترة وشيخهم هديبان بن عواد الجحيش) وقد مات
خضير وعمره لا يتجاوز الثلاثين عاماً ورثاه عايش المهيمزي
بقصيدة منها:
عوص النضا غرّبن بخضيرٍ
في حبل الادراك طشنّه
امّه تصيّح بوقت عصير
تبي الهبايب يجيبنّه
ياما خذى البل من أرض مطير
وياما ارسل السبر للقنّه
يبكنّه اليوم خلج الضير
ويبكنّه اللي يعرفنّه
وعلى ذكر هديبان الجحيش يقال أن أحد الاشخاص نهبت ذلوله
فقال قصيدة ينخَى فيها بعض فرسان بني رشيد ويستنجدهم
لاسترداد ذلوله ومن الذين ذكرهم هديبان الجحيش وحنيّان
الضعيّف (أمير الشعيب من المشاعله) ومرزوق المشوش المهيمزي
وسعيّد الذكري الحربي ومنها قوله:
واسابقي تنخى الضعيّف حنيّان
لو المردّف مثل طيّ القليبِ
والا على ذيب الغداري هديبان
حوّاف لين ان الثريا تغيبِ
والا فمرزوق المشوّش على لان
اللي يورّدهن ديار الحريبِ
والا سعيّد شوق ميّاح الاردان
ياما قطع من جل ذودٍ عزيبِ
ومن فرسان بني رشيد المرموقين نما بن عايض بن عتقا من فخذ
الزبون وسعود بن شليّان وثامر بن سعيده من القلادان وخنيفر
بن قعبوب وقد قتل هؤلاء جميعاً في معركة جرت بين الإخوان
وقبيلة بلي فقال أحد الشعراء يرثيهم:
الهجن خلّن نما وسعود
وثامر قعد يجعز الونّه
طشّن خنيفر وهن جهود
واموات الاخوان للجنّه
اللي قعد يومه الماعود
واللي على الهجن جابنّه
ونما ابن عايض يلقب ابن بديّع وهو الذي قال فيه أحد
الشعراء:
ابن بديّع يوم الاثنين مدّي
يتلنّه الحزّب كبار الثنادي
عز الله انّه للركايب مودّي
يدلهّن معدى بعيد المعادي
ويقال أن رجلا تزوج ودفع المهر إلى والد زوجته ذلولاً
كانت عنده فقال متأسفاً على ذلوله ومعرضاً بوالد زوجته
الذي كان اسمه عبيد:
لا واذلولي خذاها عبيد
كوبان ما يلحقه كاره
يزهى ذلولي مثل مرعيد
والا ابن ضعيّه على اذكاره
ومرعيد المذكور في القصيدة هو مرعيد بن رمال الشمري
أما ابن ضعيّه فهو سالم بن ثويني بن حمود بن عايد من
القلادان من بني رشيد·