فرج بن خربوش
قال الراوي عَوّاد بن فرج بن خربوش من أهالي
الجِحْفِه في جبل سلمى:
هذا فرج بن خربوش الله يغفر له· رفيق له رحمة1)
دواس بن عفنان راع السبعان، والى هكالوقت امور
مصلحه
ورزقهم على الله ثم على البارود، صيد وما يشبه
ذلك· والى صاد الصيدة جابه لدواس· ويريد الله
ويتوفى دواس· قالوا هكالربع لفرج: يوم مات
دواس لو تصيد صيدة من تروح يمه هالحين؟ قال:
ما انا مثلكم، انا لو مات عشيرى كل ديرة القى
لي به عشير· عاد يقول:
ياناقل البارود يامهدي الصيد
ثلاثة من دونهم لا تردّه
واللي حذاهم ما نِسِبّ الاجاويد
كل الى جته اللوازم يسده
أبو فهيد اللي سكن قصر اهل فيد
هو ريف عيراتٍ زهن بالاشده
الله يِفِكّك ياربيع الرواكيد
يازبن مضيومٍ حواله ترده
ياسِتِر ربعه بالسنين الجواريد
بوقتٍ يخلّى به حبيبٍ موده
اللي قِضَب غيبات كل الجلاعيد
فوقي سميرا فرجته من يِسِدّه
سعود الى جيته يزوّدِك تزويد
يوم ان حفنات الردى ما تِمِدّه
ملفا محاديرٍ وملفى مسانيد
تشدي مناكيفٍ من الجو مده
ياستر مْكَثّرة الحكا والهرابيد
ياستر ناسٍ ميرهم بَسّ قَدّه
من عذربك ياسعود ماله مجاويد منجوم
ليلٍ ما لِقى من يردّه
واللي يسنّد يم رمّان تسنيد
يدي لتركي راعي المستجده
تلقى على قصره سواة البراريد
شرق وشمال وْمِصِعْداتٍ لْجِدّه
هو مارثة ربعٍ كرامٍ صناديد
شروى الحصان اللي زهى له بعده
مْرَدَّدٍ بينيّة الخير ترديد
جمّاع مع كل المراجل موده
ياريف اهل هجنٍ الى جو عراجيد
ياريف راعي وندةٍ جا يضده
يوم الجوابي مثل ملح البواريد
بْنَسْرِيِّةٍ ونجومها مِجْرِهِدّه
شوق الطموح اللي نهوده مقاعيد
تَتْناك عن كل الدهايا المصده
من دقة الكرخان ما هيب تقليد
عكشا رموشه مقطع القَزّ قده
جينا عليهن يابو غالب مسانيد
نبي نسلّم واكثره لك موده
دوّاس مات ولا بْسلمى مقاعيد
ابي بفرجة شايبٍ لي تسده
والنيشنه تيزى بكثر التناشيد
عسى عَنِك سود الليالي تعده8)
واللي قنص بالحر ياكل من الصيد
والتبع ما هو معجبٍ من يهده
والطيب كثر المدح يْزَوِّدِه تزويد
والعفن كثر المدح يعمي مَلَدِّه
ويوم مات رحمة دوّاس والى على اثره ولدٍ له
اسمه صالح ولا يدري وش طيب صالح من رداه· انت
يابن خربوش· يوم دوّاس حي والولد بظلال ابوه
ويفعل فعل ابوه، ويوم عاد مات الوالد ما يدري
وِشْ وَقْع الولد· يوم جا ليلةٍ من حدى
هالليال جاله نوبةٍ ابن خربوش ويصيد له صيداتٍ
وهو يْحَذِفْ بهن بالليل على تلك العادة،
صيدات بدون
يبي يهديهن على صالح، ولدك يادواس· يوم جاه
بالليل وْطَقّ عليهم الباب وتنتبي10)
هكالمرة قالت: من انت تبي؟ قال: ابي صالح·
قالت: صالح ما هو بهذا· صالح معه ثلاث حريم
ولا يدري هو عند ايّهن هكالليلة والمرة اللي
هو طق عليه انبت ان ما عنده احد· ويمرح
هكالليلة هو وبدونه من طالع الباب· ويوم صلوا
الصبح ودخل بالمسجد وتجيه له بِسِّةٍ نمرا
تنتشي ريح الصيد وتبي البدون، قال: الخلا مير
الخلا، يوم هن حَيّاتٍ وهن فاكّاتٍ روحهن ويوم
الله جدعهن بين ايدي ما انا عجز لا افكّهن·
ويوم صلّوا وطب المسجد لْيا هذا صالح· قال:
يوم صار صالح بهذا صار داريٍ بي وصارت نارٍ
طفت عقب دواس· وهو يجلد بالمسجد ويوم دْخلوا
بالقهوة وْشَبَّوَه وهو يثور وهو يهوي عليهم·
قال: كان هو لى منه حَيّا بي هالحين وقال متاك
جايّ فهو مير اشوى شوي، يمكن انه ما دري بي
وبه تبرده11)·
امّا كان هو سكت ولا قال متاك جايّ فهي نارٍ
طفت عقب دواس· يوم اقبل عليهم وهو يتنحنح قال
صالح: يالله حيّه متاك جايّ؟ قال: تَوّي جيت،
مار شف لك حاجةٍ عند المطية· واطلع عليهن، على
البدون، وْخِذْهن· ويوم اصبح الصبح وجوا
الفلالي والرعيان يبون يمدون قال: لا يمد احد
لا فلاليكم ولا هل الفلاحة، ولا ينهج احد،
اجتمعوا انتم وحريمكم، معي لي وصاةٍ ابفيّضه
عليكم· ويوم جْمَعوا الحريم وْجَمعوا رجاجيلهم
قال: لا تخلّون احد حتى النسوان هاتوهن· قال
صالح: كلهن اجتمعن الا امّي، امّي مْحادّةٍ
على ابوي يابو عايد· قال: خَلّه تجي بالقبّة
من طالع، لا يبقى احد· قال عاد:
يامل عينٍ ياملا ضَيّعَتْ ماه
يابو خلف تبكي عليكم عْماد
تبكي على الشيبان ما به مراواه
شيباني اللي عارفينٍ قْنادي12)
اتلاهم انت مْضَنْبِعٍ واحلولاه
لو من بغى شَيٍّ حضب منك ايادي
يابو خلف جانا الشباطي واسلناه
يذكر لنا ريف المراميل غادي
الشايب اللي ما تْسَدّد هواياه 13)
ستر المحارم يوم حرب البلاد
ريف الضعيف اللى زمانه تَوَطّاه
لى غَرّ من وبل الحيا كل وادي
نزه الشوارب لى حصل به مداعاه
حبس تلحلح زل عن وجه وادي
تبكيه كل اللي تعرف المصيباه
ولى تبغضه غير العفون السراد
ما تصلح الديرة واهلها بْلَيّاه
يوم افخته دوّاس ما هي جواد
لصديقه احلى من لبن كل معطاه
ولعدوّه اقطع من طرير الهنادي
يم جيرة الله يابو صالح فقدناه
عشيري الجزل الشجاع السداد
لما يغشان الموت ما والله انساه
اللي ليا جيته عطاني مرادي
وقَفْت عند الباب لي عشر ساعاه
صوّت لا جاني ولا جا منادي
دوّاس لو انّه بعيدٍ نصيناه
ناتيه فوق اللي تكب الشداد
ونْعَلِّلِه بِعْلوم ما هن غثيثاه
علومٍ احلى من قراح البراد
لى والله الا راح مابه مراواه
كذبت قبل وصار علمه وكاد
مير البلا حَطّوه تحت المقيماه14)
بايمن بطين الحَزِم عند المرادي
يالله ياللي عالمٍ بالخفيّاه
يامنشّيٍ غيمٍ ومِخْضِر بوادي
ربى عسى دوّاس تمحى خطاياه
تسقيه من حوضٍ يِبِلّ الكباد
يابو فريح الفرخ وان طاب مجناه
مِسْتَبْشِرٍ راعيه يوم الهداد
لا صرت من دوّاس ولا بك مراواه
مِتْمَرْجلٍ ومْوَسَّرٍ لك شداد
قَلِّد على دوّاس وافطن لممشاه
المرجلة مسّه بكل الايادي
اترك كلام اللي علومه مهبّاه
اقضب وصاتي يامضنّة فوادي
صديق ابوك الصدق جوّد وصاياه
واترك علوم مكثّرين الدوادي
وعدو ابوك احذر عنه لا تراخاه
تراه يدوْر بك الحيل والمعادي
يبي عشيرك كل ما فات تنساه
ولا ينّسي شيٍّ صطى بالكباد
ولا ينّسي شيٍّ ليا حل طرياه
يامن له بين الضماير هَناد
الحر حِرًّ تنثر الريش يمناه
والتبع يفلس من عمود الجراد
أموره مصلحه: كناية عن العوز وعيشة
الكفاف.
ترده: تردت والتاء الأخيرة بلهجة شمر
تنقلب إلى هاء أو ياء في كثير من الأحيان.
ماله مجاويد: ماله مقاضيب· أي أنك خال من
العيوب.
مردد مع نية الخير ترديد: معتاد على عمل
الخير.
ونده: مشيها بطىء ثقيلة الخطو.
بدون: جمع بدن وهو بقر الوحش.
تنتبي: تجيب، من أنبأ أي أخبر أو أجاب.
هواياه: طعناته، يصفه بالشجاعة.